كيفية الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفهم سيرته




كيف يكون الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟


سؤال بحاجة إلى مصارحة مع النفس قبل أن تخوض غمار الجواب عليه، لأنها حينما تجيب عليه فإنها ترسم ملامح منهج عملي للاقتداء.
، وقبل الجواب عليه لابد ان يكون إلمامنا بحياة النبي إلماما تفصيليا لا سردا عابرا ولا حديثا خاليا من الاقتداء ، فتعاملنا مع السيرة وطرق الاستفادة منها لا يتغير وفقا للواقع الذي نحياه، والذي يتغير ربما في كل ساعة، لأن القيمة الحقيقة للسيرة تكمن في قدرتها على الـتعامل مع جميع الظروف، وقدرتها على العطاء المتواصل لكل عصر ما يحتاجه، باعتبارها مصدرا للاهتداء والتشريع، لا للسرد والقصص، فإن إحدى الأزمات التي تعاني منها الصحوة الشابة هي بعدها عن الدراسة التربوية العميقة لأحداث السيرة، دراسة تجعل من أحداثها دروسا لكل الأمة، بعيدة كل البعد عن تأويل أحداثها وفقا للأهواء أو المصالح المصطنعة، الأمر الذي يجعلها قابلة للتطبيق العملي، ويرتقي بها عن الدراسات العلمية المجردة التي جعلتها لسنوات طوال حبيسة الكتب والمجلدات والواقع في أمس الحاجة لها، فحينما نُجرد أحداث السيرة من بُعدي الزمان والمكان، ونتعامل مع ما صح من أحداثها على أنه مصدر للتشريع، يتسنى لنا ربطها بمشكلات الواقع، واستلهام العبر والقيم، وفهم أبعاد الأحداث وظروفها، وبذا يمكن لها أن تخدم واقع الحياة وتساهم في حل مشكلاته، لا أن تكون تراثا في المجلدات، والواقع في أمس الحاجة لها، فالسيرة ماض زمانا ومكانا، وحاضر قدوة واهتداءً، ومستقبل أملا وعطاءً.
إن قراءتنا لأحداث السيرة وأساليبنا في الاقتداء برسول الله قد أصابها شيء من الفتور والبلاهة، فلا الذي يعيش في رغد من العيش يتبع الهدي النبوي في الشكر على النعم حتى تدوم، ولا الذي يُصاب ويُبتلى يتبع الهدي النبوي في الصبر على البلاء حتى يُرفع.
فالقيمة الجليلة، والعطاء الأمثل في الاقتداء برسول الإسلام ، تكمن في هذا الدافع الروحي الذي تتهاوى أمامه مغريات المادة والمجد الدنيوي، فقيمة الاقتداء وعطاؤه وعظيم ثوابـه، عندما يكون في الابتلاءات والشدائد التي قد يمتحن صاحبها في صدق إيمانه وقوة يقينه، فيجد نفسه مدفوعا إلى ترك مكاسب دنيوية؛ ليجني ثمارا إيمانية، وكلما تهاوى به الركب جدد الأمل، وكلما ضاقت به السبل شق طريقا وسط الصعاب يسير فيه على الهدي النبوي، فيحول دون سقوطه في الهاوية، ويرتقي به عن انتظار المكاسب البسيطة، وجني الثمار القريبة، إلى إدراك الغايات الكبرى وإبصار العواقب [أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ]
فتمام الاقتداء برسول الله  يكون عند شدة البأس، وزيادة الفتن، وإحاطة المغريات، يكون في الصحة والمرض واليسر والعسر، والأمن والخوف، والحضر والسفر، والفقر والغنى، وفي كل حال يكون عليه الإنسان .


أسامة عبد العظيم



وهذا كتاب مميز نرشحه لك

اضغط هنا لتحميل الكتاب
تعليقات فيس بوك
0 تعليقات جوجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تواصل معنا !

للتواصل أو الإستفسار معنا يرجى مراسلتنا من خلال نموذج المراسلة أسفله !


مكتبة تجديد هي مكتبة مجانية وكل ما عليها هي كتب متاحة للنشر

صاحب الموقع شاب عربي يأمل في أن يقدم لك يد العون قدر استطاعته

انضم لصفحتنا

جميع الحقوق محفوضة لـ مكتبة تجديد للكتب
نسعد بتواصلك : ussamaelmasry@gmail.com