وها قد أقبل شهر رمضان فهل استعددت له




لم تكن تحسن التعبير عما بداخلها، لكنها لما قررت أن تخوض غمار تلك التجربة وأن تنقل أفكارها على ورقة يملأوها الحبر كان هذا هو نتاجها ...



قرية شحها ملأ أرضها صيت فساد أهلها ملأ أرجاء المعمورة, انشغل أهلها بأمور الدنيا حتى أنهكتهم ,عند دخول أبوابها المترهلة ترى معظم أهلها على حافات الطرق متراميين, وبعضهم يجرون أجسادهم جرا على أشغالهم , وقلة هم فرسان يعدون العدة ويتدربون بضراوة لنزال الفارس المغوار الذي يحل على قريتهم في كل عام ويحتم قدومه بوقت معين بعد شهر شعبان مباشرة لأنه يعلم أن هذا الشهر"شعبان" الذي قد يستعد به الكثير لقدومه وسيجد أجود الفرسان وأبرزهم, فيأتي حاملا كل شوق لنزال أصحابها
وها قد أتي اليوم الموعود وامتلأ مدرج النزال بالجمهور فنقسم أناس القرية إلى ثلاث:
أولها : فارس مغوار يجتهد كل الجهد بالحصول على فرصة لنزال
والثاني: مشاهدون لنزال تهب فيهم روح المواجهة أثناء المشاهدة فينزلون وحرارة اللقاء والمواجهة تتأجج في صدرهم لضراوة وجمال ما شاهدوا .
والثالث :لا يبالي بقدوم الفارس ومنازلته وعودته إلى دياره فعقله وقلبه مشغولان بأمور بنظره أهم من أي نزال قد يخوضه مع هذا الفارس.
فأين أنت من هؤلاء,
هل أنت فارس مغوار؟ ,أم متفرج قد تتحمس همتك أثناء مشاهدتك لضراوة النزال ؟ أوقد لا تبالي أصلا.
فالأول: يأخذ العدة والعتاد ويركب فرسه ويحمل ترسه ويلبس قوسه ويتوجه لنزال ويعلم في قراره نفسه انه لا خسارة في هذا النزال مهما كانت نتيجته وسينال شرف المحاولة فهو يتنافس مع فارس لا يقهر ونزاله شرف .
والثاني: لم يستعد لنزال, فهو لا يملك أي عدة أو عتاد
ولكن مشاهد النزال تستيقظ همته فيقوم ليبحث عن عدة كانت لديه من السابق ويحمل ما يجد وينزل للمواجهة, هو قد يهزم لكنه سوف ينال شرف المحاولة.
والثالث: مليء قلبه بالكبر والغرور ففي قرارة نفسه يعلم أن شرف المحاولة للمنازلة ترفع من شأنه الكثير الكثير لكن تقاعس نفسه ولا مبالاته المعتادة ونفسه الأمارة بالسوء صنعت أكبال أحاطت به ,منعته من الحراك لنزول الساحة, حتى اشتدت على أنفاسه فهو يصارعها في كل حين ليتنفس فقط ولا يريد شيء آخر
فإليك اصدح بها
فارسي المغوار هو شهر رمضان المبارك الذي قد يغادر وهو يحمل بين يديه روحك وعلى سيفه رأسك ويترك جسدك ملقا في ساحة النزال وها أنا أيضا أغادر ما كتبت واضع بين يديك ثلاثة أصناف .
فأرجو أن تضع نفسك موضع المتهم وتصمت للحظة وتجيب نفسك أي صنف قد تكون؟





وهذا كتاب مميز نرشحه لك

اضغط هنا لتحميل الكتاب
تعليقات فيس بوك
0 تعليقات جوجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تواصل معنا !

للتواصل أو الإستفسار معنا يرجى مراسلتنا من خلال نموذج المراسلة أسفله !


مكتبة تجديد هي مكتبة مجانية وكل ما عليها هي كتب متاحة للنشر

صاحب الموقع شاب عربي يأمل في أن يقدم لك يد العون قدر استطاعته

انضم لصفحتنا

جميع الحقوق محفوضة لـ مكتبة تجديد للكتب
نسعد بتواصلك : ussamaelmasry@gmail.com