شغل
القصص حيزًا كبيرًا في القرآن الذي هو رسالة الله للخلق؛ فكان لابد من تعميق النظر
في دلالات ذكر الله له في كتابه . وقصص القرآن قد جاء بطرف من أحوال الأمم الماضية
والنبوات السابقة، وكثير من الحوادث التي عفا عليها الزمن ووثقها ليس كتاريخ يُحكى
إنما كمواضع للاعتبار ، فالقرآن ينتقل بعقل القارئ ووجدانه إلى حدث أو حديث في
زمان غابر ليأخذ منه العبرة.
ونجد أن القصص لم يقتصر على شكل واحد،
بل تطرق إلى أشكال مختلفة للقصص؛ فجاء بطرف من أخبار الملائكة والشياطين ، بداية
الخلق ويوم البعث، الأنبياء والمكذبين، الملوك والممالك، الأمم القوية والضعيفة،
مظاهر الحضارة في غابر الزمان ومظاهر القوة في الجيوش، الرجال والنساء، الفقراء
والأغنياء ، الاقتصاد والسياسة، الطير والحيوانات، كل ذلك وغيره جاء في نظم بديع
وإحكام معجز وأسلوب حواري اقتصر على ما يخص قضية الرسالة ليأخذ بفهم القارئ إلى
إظهار حقيقة أن أصول الدين مشتركة بين جميع الأنبياء، أن دعوتهم أصولها واحدة
وغايتها واحدة